اعظم الكلمات

موضوع: اعظم الكلمات الأربعاء مايو 06, 2009 10:21 am

هناك أحاديث كثيرة مخرجة في كتب الصحاح تثبت لسورة الإخلاص فضلاً كبيراً وثواباً عظيماً. ففي صحيح البخاري أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لأصحابه: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فشق ذلك عليهم. وقالوا: أينا ذلك يا رسول الله؟ فقال: "قل هو الله أحد" ثلث القرآن.
وفي رواية: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن". وفي توجيه أن هذه السورة تعدل ثلث القرآن أقوال للعلماء منها:
1 هي ثلث القرآن باعتبار المعاني القرآنية. فالقرآن أحكام وأخبار وتوحيد وقد لمت هذه السورة علي القسم الثالث وهو التوحيد.
2 إن معرفة الله تعالي قائمة علي معرفة الذات ومعرفة الصفات ومعرفة الأفعال وهذه السورة بينت معرفة الذات المقدسة بجلالها وكمالها. فالأحدية تشعر بوجود خاص لا يشاركه فيه غيره. والصمدية تشعر بجميع خصال الكمال لأنه الذي انتهي إليه العز كله والسؤدد بأجمعه.
3 إن ثواب قراءة سورة الإخلاص يعدل ثواب من قرأ ثلث القرآن. هذا وللسورة الكريمة خاصة أخري جليلة. فمن قرأها وداوم عليها وتعلق بها وعقل معناها وعمل بمقتضاها قادة ذلك إلي الجنة وحظي بالرضوان الأكبر. وقد أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلي الله عليه وسلم بعث رجلاً علي سرية. وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد. فلما رجعوا. ذكروا ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي صلي الله عليه وسلم: أخبروه أن الله تعالي يحبه".
وتكرر هذا الموقف من رجل آخر كان يؤم الناس في مسجد قباء فلما سألوه قال: إني أحبها فقال عليه الصلاة والسلام: "حبك إياها أدخلك الجنة".
****
أعظم آية
آية الكرسي من سورة البقرة هي أعظم آية في القرآن المجيد. وجاء في فضلها قول رسول الله صلي الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ فقال أبي بن كعب: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. فضرب رسول الله في صدره وقال: ليهنك العلم أبا المنذر". أي: هنيئاً لك العلم. وهذه الآية الكريمة تأخذ بالألباب. فهي تبدأ بالاسم العلم الجامع لصفات المحامد والمحاسن. إنه لفظ الجلالة "الله". ثم تتبعه بكلمة الإخلاص والتوحيد "لا إله إلا الله". ثم تصفه جل شأنه بدوام الحياة والقيومية "الحي القيوم". وهذه القيومية من غير غفلة أو نسيان. ومن غير فتور أو تعب "لا تأخذه سنة ولا نوم". ثم تنبه الآية الكريمة إلي عظم الملك واتساع الملكوت بقوله تعالي: "له ما في السموات وما في الأرض".
ثم تسوق الآية الكريمة نماذج لهذا السلطان الأعظم وذلك التدبير الأعلي. فلا أحد يملك مع الله من الأمر شيئاً. ولا أحد يستطيع التأثير علي مسار القدرة الإلهية التي تواصل إبداعها دون وساطة أو حاجة أو مساندة "من ذا الذي يشفع عنده. إلا بإذنه".
وتنطلق القدرة الإلهية بناء علي العلم الشامل الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض. وهو سبحانه يمنح العلم والقدرة لمن يشاء تفضلاً وبقدر. فالكمال لله وحده "يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء".
ومع اتساع الملك الإلهي وسعة العلم الرباني وطلاقة القدرة وهيمنة الحكم وقهر السلطان ورحمة الربوبية والقيام علي كل شيء فإن الله جل شأنه لا يناله تعب أو نصب ولا يعجزه شيء "وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم" فهذه الآية الكريمة جمعت جلال الله وكماله وجماله.

لا اله الا الله