اللقاء الأخير

موضوع: اللقاء الأخير الأحد مايو 23, 2010 4:46 pm

كانت تجلس بالقرب من بركة المياه العاجيه التى رسمت هى معالمها الخلابه تشاهد الدوائر التى تتسع على وجه المياه وسرعان ما تختفى .
كانت تنظر اليها بعينين دامعتين وكأنها ترى فى تلك الدوائر القرمزيه فراق عاشقين كانا بالامس فى ازهى عصورهما الورديه ولكــــــــن ..
لحظة صمــــــــت ..
ترى ماذا كان يجول فى خاطرها فى هذه اللحظه ؟
انها وحيده تعانى من الوحده تشعر بأنها فى منأى عن الجميع ليس هناك من يطلق العنان ليديه لقلبه كى يحتضن فى شغف وفى لهفة بريئه مشاعرها الكبوته . ربما تود ان تصرخ بأعلى صوتها وكأن صراختها ستبدد تلك الغيوم التى تلبد سمائها التى كانت بالامس صافيه تنثر امطار الصبا الجميل والحبو ناحية ايكها الهادىء الذى كانت تحيا فيه ومشاعرها تراقص فوق خطوط السعاده التى لامثيل لها .
اتاها صوتا يشق صمتها الرهيب بغتة فاذ بها تلتفت فى اتجاه مصدر الصوت بجل ّ خصيلات شعرها التى كانت فى عهد الصبا ربما تمتد الى نهاية الكون .
الغريب فى الامر انها لم تتفاجأ بقدومه وكأنها تعلم بأنه سوف يأتى .
كل ما فعلته هو ان نظرت اليه نظرة فهم هو معناها جيدا .
انها تلك النظرة التى تأتيك كدعوة الى الالتحاق بركب الموت . نظرة توحى بالفراق الابدى .
كانت نظرة لديها الحق ان تجعله يرتعش خوفا بل وترتعد اوصاله منها . نظرة ابادت الروض وهشمت قلاع الامنيات .
كانت نظرتها تنطوى على شىء حزينا الا وهو فاقد الشى لا يعطيه .
فأذا بعينيها التى صبغهم القدر بلون العسل الكوكبى الحزين تخاطبه قائلة ..
لا تعاتبنى يامن كنت حبيبى فلقد تبلورت مشاعرى وغدوت انسانة لا تستطيع العطاء انسانة عاجزة عن الاحتفاظ بحبك فى سويداء قلبها .
لقد تحطمت احلامنا فوق صخرة الواقع المرير . ذاك الواقع الذى انت صانعه .
فلا تلمنى ولا تلم قلبى لقد عانيت منك الكثير والكثير انى امرأه لديها مشاعر واحاسيس تتوق الى الحب الذى يعانقها ويأخذها الى مرفأ الصبا الجميل .
لا تلمنى ودعنا نرحل فى هدوء .
فأن ذلك الهدوء سيحمل دلالة على النسيان ودعنا نتوارى داخل شرنقة اليأس ونترك الامر للامبالاه تجرفنا الى مستنقع الكآبة وتنتحر مشاعرنا من فوق أسوار الأنهيار .
كانت تلك كلماتها التى أعقبت نظرتها الحزينه اليه .
حاول ان يتكلم وجد ان الكلمات تذوب على شفتيه شعر بأن هناك صرخات مدويه تهتز لها أضلعه لا تهتف الا بجملة واحده ..
سأظل احبك ما حيت فأنتى الوطن الذى كنت ابحث عنه . انك ياحبيبتى وطنى الحنون .
ستجمعنا الكلمات وتظللنا الحروف الى اخر لحظات حياتى التى تبنض بحبك الذى يسربل ويحتوى قلبى بأسره ياحبيبتى .
وداعا وطنى الحنون ..
ظل يترقب اختفائها بعينين ادماهما الحزن الابدى حتى توارت واختفت وبالرغم من اختفائها من امام عينيه لكنها فى قلبه ساكنة تتربع على عرشه الى اخر لحظات حياته التى ينشد ان يستمع فيها الى انفاسها وهى تشاركه لحظاته الاخيره .
همسة أخيره ..
يحاول المرء ان يمزج الواقع بالخيال بعد الفراق كى تجد كلماته الفرصة فى المضى قدما نحو المجرة الساكنه الهادئه.

» روعة عدم اللقاء للدكتورة مها محمد شحاته