البعد عن الله والإحباط من كتاب (حياة بلا إحباط)د.محمد السيد

السبب الأول من أسباب الإحباط البعد عن الله

قال ممثل إدعاء في احدى مقاطعات بولندا إن شاباً بولنديا شنق نفسه أمام كاميرا متصلة بموقع للدردشة على الانترنت بينما كان على اتصال بمستخدمين آخرين.
وقال ممثل الادعاء " تاديوس هالاس" تلقت ادارة الشرطة المحلية اتصالا هاتفيا من مشترك آخر يقول إن أحد المستخدمين في موقع للدردشة بالفيديو لا يحرك ساكنا وفي وضع غريب - وعندما وصلت الشرطة الى منزل الرجل كان قد فارق الحياة . وأضاف قائلا والداه لم يكن لديهما علم بهذه المأساة وكانا نائمين في غرفة أخرى بالمنزل .
وذكر أن الشاب كان يحتسي الخمر مع أصدقاء له قبل ساعات قليلة احتفالا بعيد ميلاده السابع والعشرين. وقال "أبلغهم أنه أعد مفاجأة بمناسبة عيد ميلاده لكنهم قالوا انه كان يبدو غريبا ومحبطا جدا" . ووقع الحادث .
- وهنا نقول : مهما تكن أسباب الإحباط او الغضب او اليأس من الحياة فهي ليست مبرر لأن ينهي الإنسان حياته
لكن اذا تأملت الأمر قليلا قد تعرف أنهم شديدى البعد عن الله .. ليس عندهم من المبادئ والعقائد ما يجعلهم يتغلبون على الإحباط إذا ألم بهم , ولا يقدرون قيمة الحياة .
فكانو فريسة سهلة للإحباط حتى جعلهم يفكرون فى إنهاء حياتهم بطريقةٍ أو بأخرى
هذه ليست كلمات عابره .. أو مسكنات .. أو كلام من قبيل المجاملة في أمر من أمور الدين.
لكنها الحقيقة..... إن البعد عن الله بمثابة التخلى عن جهاز المناعة الذى يحميك كل لحظه من آلاف الفيروسات والجراثيم التى يكفى لأصغرهم أن يقضى عليك بمجرد التخلى عنه
ولك أن تتعجب ....
- أحدهم قال إنه لم يقرأ آية من كتاب الله منذ عشرين سنة.
- وثاني يقول أنه لم يدخل مسجد منذ سنوات.
- وثالث يقول أنه لم يرفع يديه بالدعاء مره واحده.
- واخر يقول لا احب الحديث عن الدين لانه حديث ساذج
كيف يبحثون عن الهدوء .. والسعادة .. والنجاح؟
وقد خسروا ربهم ... وابتعدوا عن دينهم.
- الآن يمكنك أن تدرك تماما وكلك ثقة فى ذلك.. أن البعد عن الله أساس كل مصيبة وإرهاق نفسى .
- منذ متى ينادي عليك .. وأنت لا تجيبه؟
- منذ متي يقبل عليك .. وأنت تعرض عنه؟
- منذ متى يرزقك .. وأنت لا تشكره؟
- منذ متى يعطيك .. وأنت تنكر عطاءه؟
وكانت النتيجة .. الإحباط والملل والاكتئاب وعدم الرغبة في الحياة.

قال بن القيم "رحمة الله"
"من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه
وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة وأن تعرف قدر الربح في معاملته، ثم تعامل غيره وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته، ثم لا تطلب الأنس بطاعته وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه، ثم لا تشتاق الى انشراح الصدر بذكره ومناجاته وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه الى نعيم الإقبال عليه، والإنابة إليه وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه وأنك أحوج ماتكون إليه ، وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب"
- الإحباط يتولد غالبا ... نتيجة الفراغ الروحي الناتج عن بعد العبد عن الخالق سبحانه تعالي.
حقا لقد فقد كل شيء .. من فقد الله سبحانه تعالي.

دعني أسألك
من أين تكتسب القوة .. إذا كنت تخليت عن مصدرها ؟
من أين تسمد الطاقة .. وقد قطعت علي نفسك طريقها ؟
من أين تستلهم السعادة .. ومصدرها الوحيد هو الله ؟
هل أدركت الآن .. قيمة الله في حياتك
إنه يحبك .. يفعل الصالح لك .. يرزقك، يستجيب لك .. يغفر ذنوبك .. يستر عيوبك، يكشف كربك .. يقض دينك .. ييسر أمرك، يرحمك .. يعطف عليك .. يسمعك .. يراك ..يعطيك دون أن تسأل..يتودد اليك ..و يسعد برجوعك إليه
ألا يستحق .. أن ترجع إليه حتى يخلصك
والآن دعني أؤكد لك
أن الإيمان .. هو أهم الأسباب للخلاص من الإحباط والهموم والأحزان التي ألمت بك.
إن الشعور بالإحباط .. الناتج عن البعد عن الله تعالي يمكنه أن يزول فقط إذا كسرت الحاجز بينك وبين الله.
وأقبلت عليه بشدة .. وتلهف .. ستشعر حالئذٍ بشعور مختلف .. قد يعجز اللسان عن وصفة.
والآن : هل تريد أن تذوق طعم الإيمان .. وحلاوة الرضا يمكنك وأنت تهادئ ومسترخي الآن .. أن تردد هذه العبارة
"رضيت بالله رباً .. وبالإسلام ديناً .. وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبياً ورسولاً "
"يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك"

اللهم دبر لي فإني لا أحسن التدبير..
وخطط لي فإني لا أحسن التخطيط.

يحكى أنه
مر رجل صالح على مجموعه من الناس يتكلمون في الطب
فقال لهم افيكم طبيب ؟
قالو نعم...
قال أين هو ؟؟
قالو هاهو يجلس بيننا
فقال له يا طبيب الاجسار أعندك دواء للقلوب ؟؟
قال له ما مرضك ؟
قال مرضى البعد عن الله
فهل تصف لى دواء ؟
قال له : (( عليك بعروق الإخلاص وورق الصبر و عصير التواضع ضع ذلك في إناء التقوى و صب عليه ماء الخشية وأوقد تحته نار الحب و صفه بمصفاة المراقبة و تناوله بكف الصدق و اشربه بكاس الاستغفار و تمضمض بالورع وابعد نفسك عن الحرص والطمع تشفى من مرضك باذن الله )).

برنامج بسيط .. للقرب من الله
1- توضأ الآن .. وأسبغ الوضوء ..
وقم فصل لله ركعتين بنية التوبة .. والعودة إليه بعد غياب طويل.
2- بعد الانتهاء سبح وأنت في غاية الحب لله .. واحمد الله علي ما أنت فيه .. فأنت أفضل من غيرك بكثير ... وذلك من فضل الله عليك .. وكبر الله الكبير المتعال.
3- أرفع يديك إليه .. وادعه .. بلا تكلف .. ولا حفظ لدعاء معين .. فقط تحدث مع خالقك..
قل له .. أنك تحبه
قل له .. أنك كنت شديد الحمق حين ابتعدت عنه
قل له .. أنك نادم علي ما قصرت في حقه
اسأله العون .. والقبول .. والمساعدة
واستمر علي ذلك .. وأنت منفصل تماماً عن الوقت والمؤثرات
4- أمسك بمصحفك الذي طالما كنت بعيداً عنه .. وكم استوحش لك .. افتحه .. اقرأ ما تيسر لك وأنت متأمل لكل معني من المعاني .. وهو يخاطبك أنت دون غيرك.
5- أقرأ عن التوبة .. وعن عظم مغفرة الله لعبادة.
وقرر من الآن .. أن تلجأ إليه .. ولا تتأخر عليه بعد.
وتأكد أنه لا يمكن أن يتواجد الإحباط والرب .. في قلب واحد

وللحديث بقية للدكتور محمد السيد
كاتب ومحاضر في التنمية البشري

ة