قممنا العربية ( دايت )

القمم العربية مشروب ( دايت )
في ظل الدعوات المنادية والتي كانت تنادي لانعقاد القمة العربية لمواجهة الترسانة الحربية التي واجهها إخواننا في غزة ، وما عانوه من تقتيل وتدمير على يد أشر خلق الله ( الصهاينة ) الذين لم يرحموا الشجر أو البشر ، ولم يرحموا النساء أو الأطفال ، وكأن هؤلاء الأطفال والنساء كانوا يحملون في أيديهم أعتى الأسلحة البيوليجية يوجهونها تجاه الصهاينة ، مع أنهم عزل ولا يملكون من الأمر شيئا، ولكن بالعودة إلى القمة العربية فإن البعض يرى و للأسف الشديد أن قممنا العربية كلها قمم ( دايت ) أي خالية من السعرات الحرارية ، ولا فائدة منها ولا من انعقادها ، وهذا ما أشار إليه الأستاذ / خيري شلبي الكاتب المصري المعروف في حديث استمعت إليه في التلفاز ، وجذبني التشبيه الذي استعان به الأستاذ الكبير لما اتسم به من تشويق ودعوة إلى الضحك ، فصدقت المقولة " شر البلية ما يضحك " ، فالعالم كله عندما تجتمع فيه قمة من أي جهة تجد من الصدى الكثير مصاحبا لها ، إلا اجتماعات القمم العربية للأسف الشديد لا تجد أيا من السعرات الحرارية لها ، وعلى ذكر الاجتماعات العربية كنت أجلس مع أحد الأصدقاء فقلت له قد يكون هناك اجتماع قمة لجامعة الدول العربية قريبا، فرد علي الصديق ساخرا بقوله " الآن الأمريكان والإسرائيلون والعالم الغربي يرتعدون خوفا مما سيصدر عن هذه القمة من قرارات " فضحكت لدرجة القهقهة ، ولكني بعدما أنهيت ضحكي ، شعرت بالحزن الشديد على حالتنا التي وصلنا إليها الآن في عالمنا العربي ، وحالة الضعف والإعياء الذي يشعر به الجسد العربي ، والذي أصبح كمن أطلقت عليه دفعات متتالية من الطلقات النارية ، وقد اخترقت جميع أنحاء جسده ، أو كما قال الأستاذ خيري شلبي " أصبح الجسد العربي كالدجاجة المذبوحة تبلغ أعلى سرعة لها بعد ذبحها ولكن في النهاية تسقط ميتة " ، يا للأسف يا أمة العرب ، التي منحك الله جميع المقومات اللازمة لأن تكوني أكبر قوة ضاربة في هذا العالم ، فقد رزقت جميع الثروات الطبيعية ويكفي أن نشير إلى الذهب الأسود " البترول " والذي لا يمكن لأي دولة من دول العالم أن تستغني عنه ، ومنحت موقع جغرافي مميز يطل على جميع الممرات المائية الهامة التي لا يستغني عنها العالم أيضا ليل نهار ، والكثير الكثير من المقومات التي يعلمها طالب المرحلة الابتدائية ، بل وخير ما جمع بين أبناء هذه الأمة العربية الدين الإسلامي الذي يجمع بين الغالبية العظمى من شعب هذه الأمة ، وحتى بقية أبنائها من غير المسلمين يجمعهم الدين المسيحي ، ويجمع ما بين الجميع من مسلمين ومسيحيين العادات والتقاليد واللغة ، وكل شيء يمكن اجتماعات القمم العربية من أن تكون صاحبة كلمة ، ويجعل من هذه الاجتماعات صاحبة أكبر سعرات حرارية مؤثرة بقوتها في الجميع ، ويمكن أن تكون لها الغلبة على كل الأصعدة ، ولكن كيف ؟ هل نحتاج إلى شجاعة أكثر ، أم يجب علينا أن نتخلص من عقدة الخوف التي ملكت علينا قلوبنا ، أم يجب أن نعرف مصالحنا أين ولا نجعل من يكرهون العالم العربي يتلاعبون بنا ، أم يجب أن نقف بصمود الرجال في وجه من يحاولون القضاء على أمة اختارها الله عز وجل أن تخرج أفضل البشر على الإطلاق وسيد الخلق الذي ختم به خاتم الرسالات سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلتفيقوا يا أمة العرب ، ولا تحققوا فيكم مقولة " اتفق العرب على ألا يتفقوا " واجعلوها اتفق العرب على أن يتحدوا0
كتبه / أيمن بركات
aymanelsadek@hotmail.com

تسلم يا ريس