مهما كانت الظروف وطبيعة المنافسة علي الدوري, ستبقي مباريات الأهلي والزمالك قمة دائما, ليس بالضرورة أن تخرج قمة في المستوي, لكنها قمة بالواقع وبالتاريخ... وسيبقي السؤال: لماذا؟!... لماذا الاهلي والزمالك؟ ولماذا تلك المنافسة المثيرة بينهما علي مدي تاريخ كرة القدم المصرية... لماذا ليس الأهلي والترسانة أو ليس الزمالك والإسماعيلي؟! الأسباب واضحة.. فقد كانا أفضل فريقين وأقوي فريقين في بداية القرن العشرين, كما أسهم انتقال حجازي أحسن لاعبي عصره, بين الناديين في صناعة الخصومة بينهما مبكرا, فكان يغضب جمهور الأهلي لانتقاله للزمالك, وكان جمهور الزمالك يغضب حين ينتقل إلي الأهلي, ثم شهدت فترة تقترب من المائة عام احداثا كثيرة أسهمت في تعزيز تلك الخصومة, إلا أنه ما يسير علي العمل الدرامي الجيد انطبق علي دراما الاهلي والزمالك, فالدراما تكون جيدة حين يتخاصم فيها طرفان علي نفس القدر من القوة! ويقول التاريخ إن المنافسة بين الأهلي وبين الزمالك بدأت مع بداية الحرب العالمية الأولي عام1914, وتلك قصة بداية المنافسة بين الفريقين الكبيرين, فقد كان الاتحاد المختلط يدير النشاط الرياضي ويستمد قوته من سلطات الاحتلال الانجليزي.. وكانت قوات الجيش البريطاني تنظم بعض المباريات فيما بينها بعيدا عن الاتحاد المختلط, وكانت جريدة الايجبيشيان جازيت تنشر بعض الأخبار الرياضية بمعرفة محررها الرياضي حسن الغمراوي, وكان صديقا لإبراهيم علام سكرتير نادي السكة الحديد ورائد النقد الرياضي المصري, ورتب علام بالاتفاق مع المستر ميدويل رئيس تحرير الجازيت مباراة بين منتخب مصري وبين فريق الجيش البريطاني, وبالفعل لعب الفريقان مباراة يوم28 نوفمبر1914 بأرض السكة الحديد وفاز الفريق المصري1/3 وغضب حسين حجازي لأنه كان يعتبر أن فريقه المسمي بفريق مصر المختار أو خلاصة مصر هو الممثل الوحيد للكرة المصرية, فطلب مباراة مع فريق الجيش البريطاني, ولكنه خسرها, ثم لعب منتخب مصر مباراة ثانية مع فريق الجيش البريطاني وفاز2/4 وأقيمت المباراة بأرض النادي المختلط يوم5 مايو1916 ثم لعب فريق حسين حجازي( خلاصة مصر) مباراة ثانية مع الجيش الإنجليزي وفاز فريق حجازي1/ صفر وبتلك المباريات الأربع خضع الاتحاد المختلط المهيمن علي الكرة المصرية للأمر الواقع, واعترف بوجود فريقين قويين, كما عرفت السلطات الانجليزية بوجود فريقين مصريين لهما شعبية كبيرة, وكان أن انتقل حجازي بفريقه الي الاهلي, كما انتقل إبراهيم علام بفريقه إلي المختلط, بعد أن خاض معركة تمصير النادي عام1914 وكانت تلك هي بداية المنافسة بين أكبر ناديين مصريين وهي المنافسة التي اشتعلت وكبرت مثل كرة الثلج الهابطة من فوق التل فيما بعد وكانت البداية حين رتب الناديان مباراتين وديتين بينهما كي يحسما أيهما الاقوي في تلك الفترة؟! في عام1917 لعب الاهلي والزمالك معا لأول مرة, وذلك في يوم9 فبراير, وفاز الاهلي1/ صفر, وكانت المباراة علي ارض المختلط في شارع فؤاد, وفي2 مارس من نفس العام لعب الفريقان ثاني مباراة علي ارض الاهلي, وفاز المختلط1/ صفر وحكم المباراتين الضابط البريطاني توايمان. وكان تشكيل فريق الأهلي مكونا من: حسين منصور, إبراهيم فهمي, يوسف وهبي, محمد جبر, حسنين زوبة, رياض شوقي, محمود أباظة, حسن علي علوبة, حسين حجازي, محمود شكري, عبد الحميد محرم. وكان تشكيل فريق المختلط مكونا من: محمود مرعي, طه فرغل, محمد السيد, محمود بسيوني, علي الحسني, أحمد قدري, حسن فوزي, أحمد خلوصي, يوسف محمد, كامل عبد ربه, نيقولا عرقجي. وقد تم الاتفاق علي اقامة المباراتين يوم12 يناير عام1917 ووقعت اتفاقية رسمية بين الناديين تحت عنوان: اتفاقية بين النادي المختلط وفرقة حجازي بك علي إقامة حفلتين للعب كرة القدم لعب كرة القدم ووقعت في النهاية بإمضاء إبراهيم علام عن نادي المختلط وحسين حجازي عن الاهلي, وتضمنت الاتفاقية28 بندا, ونصوص الاتفاقية موجودة ومكتوبة بلغة تلك الفترة من بدايات القرن العشرين, وتعكس كم كان هؤلاء الرجال الرواد منظمين ومحترفين في عملهم وكم كانوا يسبقون عصرهم! وحتي اليوم لعب الاهلي والزمالك معا119 مباراة رسمية في مختلف المسابقات والبطولات, وبإضافة المباريات السبع الودية التي التقي فيها الفريقان في مناسبات مختلفة, يصبح اجمالي المباريات126 مباراة, فاز الأهلي في52 مباراة والزمالك في31 مباراة وتعادل الفريقان43 مرة وسجل الأهلي172 هدفا وأحرز الزمالك124 هدفا
الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
دخول
