السادات العظيم

نحتفل هذه الايام بمناسبة عزيزة علينا جميعا
حيث الذكري السادسة والثلاثين لحرب اكتوبر المجيدة ,
تلك الحرب التي كانت طريقا لتأكيد السلام العادل الذي يعطي لكل ذي حق حقه .
ففي تلك الحرب استرد المواطن المصري كرامته وارضه
التي سلبها العدو منه في غفلة من الزمان , كما استرد الجيش المصري ايضا عزته ,
وفي تلك الحرب اثبت الجندي المصري امام العالم كله انه جندي شجاع
يقف وراء الحق ويعرف جيدا كيف يصونه وكيف يحميه.

وبهذه المناسبه قرأت مقالة في العدد الاسبوعي لجريدة الوفد بقلم الكاتب : احمد بكير
اعجبتني المقالة واتمني ان تشاركوني اعجابي بها
واتمني بها ان اصحح النظره الخاطئة للبعض تجاه السادات

السادات العظيم :

. حتي سنوات قليلة لم أكن قد اكتشفت أنور السادات ، أعادت جيهان السادات تقديمه لي.
وعندما أتيحت لي فرصة لقائها سمعتها تتحدث عنه حديث مُحبة مُعجبة،عاشقة لشخص
الرجل الذي ملأ عليها حياتها، ومازال يملأ فكرها وتفكيرها..

أنور السادات رأيته في عيني زوجته بطلاً فارساً شجاعاً، وإنساناً فريداً من البشر..
ووطنياً محباً لبلده بكل اخلاص، عاش من أجلها و مات أيضاً من أجلها..
وأعترف أنني لم أكن أري أنور السادات بهذه الصورة التي رسمتها له السيدة جيهان.
فقد رأيته كما رآه الجهلاء سلبياً عنيفاً في بعض مواقفه مفرطاً في مكتسباتنا
خائناً لقضيتنا عميلاً لأعدائنا.

هكذا كانت صورة أنور السادات في ذهني. ولم أجتهد في تغييرها،
أو علي الأقل معرفة حقيقتها، إلي أن أعادت جيهان السادات رسمها وتلوينها بلون الحقيقة .
وهناك اثنان آخران سأظل دائماً أردد أن لهما فضلاً آخر في تحسين صورة الرجل في
ذهني المشوش ، هما صديق السادات محمود جامع في كتاباته ومقالاته عنه
.وزميلي وصديقي الكاتب المبدع سليمان جودة ، الذي يصر دائماً علي تسميته
بالسادات العظيم .وهي تسمية لم أهتد إلي أحد قبله، وصفه ولقبه بها..
فكل من الرجلين كانا يراه بطلاً شجاعاً مخلصاً لوطنه وقضيته.

وبعد أيام قليلة وتحديداً يوم الثلاثاء يكون قد مر 28 عاماً علي وفاة السادات
ورحيله مقتولاً بيد الغدر و"الخيانة".. يوم الثلاثاء القادم يكون قد مر 36 عاماً علي النصر
والاعجاز الذي حققه السادات وجنوده في 6 أكتوبر 1973
والذي لم يكن أحد في العالم يتوقعه. قبل أن يعبر المصريون قناة السويس،
ويحطموا خط بارليف الحصين، ويقضوا علي أكذوبة الجيش الاسرائيلي الذي لا يُقهر..
ويتركوا جرحاً غائراً في اللحم الإسرائيلي لم يلتئم حتي الآن رغم مرور الزمان.

حرب أكتوبر التي قالت عنها جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل وقتها " إنها كارثة
وكابوس مروع قا سيت أنا منه، وسوف يلازمني مدي الحياة
".. وقال عنها موشي ديان وزير الدفاع " إن حرب أكتوبر كانت كزلزال هز إسرائيل من داخلها،
فأفقنا علي واقع جديد "..
وقال ابا ايبان وزير خارجية إسرائيل " بعد حرب أكتوبر لابد من إعادة النظر في
علم البلاغة الوطنية. وعلينا أن نكون أكثر واقعية ونبتعد عن المبالغة ".
وقال حاييم هرتزول رئيس إسرائيل في مذكراته عنها " إن حرب أكتوبر انتهت بصدمة
كبري لكل الإسرائيليين . ولم يعد موشي ديان كما كان من قبل،
وانطوي علي نفسه، وأصبح يمزقه الشك والتردد والعجز.. ".

ولعل الذين رفضوا دعوة السادات للمشاركة في صنع السلام هم الآن الخاسرون ،
أراضيهم مازالت مرهونة بيد الاحتلال . ومازالوا يعضون علي أصابعهم من الندم ،
بعد أن وضعوها في آذانهم حتي لا يسمعوا دعوته للسلم
.. فقد كان ذكياً محنكاً سبق برؤيته عصره .

أنور السادات الذي اتهمته كالملايين غيري بالعمالة والخيانة ،
أجدني اليوم بعد أكثرمن ربع قرن علي رحيله، مديناً له باعتزار واجب.
فقد كنت مخطئاً في حقه ، وسرت في مظاهرات تهتف بسقوطه،
وكتبت ووزعت وأنا طالب منشورات تنعته بأحط الصفات ..

اليوم أجدني أنحني إجلالاً وتعظيماً لروح " الشهيد " السادات الذي حقق المعجزات.
دون أن نكون نعلم أنه الوطني المخلص الشجاع .. وأكررالشكر كل الشكر مني
لجيهان السادات ومحمود جامع وسليمان جودة، فقد فتحوا أمامي الباب
لأعيد اكتشاف هذا الرجل العظيم.

وبهذه المناسبه جمهور اسوان بيهديكم هذه الاغنية

http://www.sm3na.com/song21543.html