نظرية الجشتالت للدكتورة مها فؤاد

نظرية الجشتالت Gestalt theory
مفهوم نظرية الجشتالت:
الجشتالتى دراسة الإدراك والسلوك من زاوية استجابة الكائن الحى لوحدات أو صور متكاملة وليس من خلال مفردات متناثرة.
الجشتالت gestalt كلمة ألمانية تعني النمط أو الصغية أو الشكل أو الكل، وهي عبارة عن بنية أو صورة من الظواهر الطبيعية والبيولوجية او السيكولوجية، بيحث تؤلف وحدة وظيفية متكاملة ذات خصائص معينة لا يمكن استمرارها بأجزائها بمجرد ضم بعضها إلى بعض، وإنما ضمن إطار الكل الذي يؤلف بين الأجزاء.
ولهذا فإن إستجابة الإنسان إلى حالة ما تعني كل الاستجابة إلى الحالة بكامل أجزائها في أثناء وجودها مع بعضها البعض في حالة تفاعل وتكامل ذات معني.
فنظرية الجشتالت تنظر إلى الأشياء بكليتها وليس كأجزاء منفصلة عن بعضها البعض. كما أنها في الوقت نفسه تُقسم المجموع العام إلى أشكال حسب خلفيتها ثم تبحث عن العلاقة التي تؤلف بين هذه الأشكال. وليس عن طريق إضافات خارجية. فنظرية الجشتالت تنظر إلى الإنسان كوحدة متكاملة، فهو ليس مُركباً من عدة أجزاء كالرأس والقلب والعينين والرئتين. ولكن الأساس المهم في ذلك هو التنسيق بين هذه الأجزء، فقد وصف بيرلز perls ( 1971) الحالة الصحية بأنها " توازن متناسب في التنسيق بين أجزاء جسم الإنسان".وحسب هذا المفهوم فإن نظرية الجشتالت ترى أن الصحة النفسية والإنتظام في التفكير يرجعان إلى نمو الفرد. ويري هرمان HERMAN (1975) بأن النمو عند الشخص يحدث حينما تكون لديه الرغبة الأكيدة في الاتصال بالآخرين، أو بالأهداف، ضمن إطار بنية الفرد نفسه وبما أن الفرد يشكل وحدة متكاملة من وجهة نظر الجشتالت، فإنه يكون من الصعب فصل الكائن الحي عن بيئته.
يرتبط علم النفس الجشتالتي gestalt psychology باسم كيرت ليفين k.lewin وفرتهيمر wertheimer وكوفكا koffka، وكوهلر kohler كما يعتبر فريدريك بيرلز f. Perls من الذين ساهموا في تطور نظرية الجشتالت من خلال مؤلفاته العديدة واستخدامه مصطلح العلاج الجشتالتي gestat therapy منذ عام (1951).
وتصور بيرلز نظرية الجشتالت كالفلسفة الوجودية في طبيعتها، واعتبرها عامة وشاملة. فالجشتالتيون ينظرون إلى الفرد على أنه يميل إلى الناحية الإنسانية. ولهذا وضعوا مجموعة من القيم التي توضح فلسفتهم. فقد وضع نارانجو naranjo (1970) قائمة بالقيم الأخلاقية التي توضح وجهة نظر الجشتالتيين كما يلي:

- على الفرد أن يتمتع بحياته الحالية فيحرص على الحاضر أكثر من حرصه على الماضى أو المستقبل .
- معالجة ما يواجهه الفرد الآن أفضل من الإهتمام بما هو غير موجود.
- إيقاف أحلام اليقظة والتمنيات والبدء في التفكيرالصحيح السليم والواقعي.
- التخلص من التفكير غير الضروري، حيث من الأفضل معرفة ما هو الصحيح بالنسبة للفرد .
- الوضوح أفضل من التلاعب أو المناورة. - التضحية من أجل السعادة من خلال تحمل بعض الآلآم.
- لابد من تحمل المسؤولية في كل ما يقوم به الفرد من أعمال بيديه من مشاعروأفكار. - تقبل الذات كما هي عليه.

أهمية نظرية الجشتالت في الإرشاد والعلاج النفسي
تهدف نظرية الجشتالت إلى مساعدة المسترشد على النمو والنضج، من خلال إيجاد الطرق والأساليب التي تمكنه من النمو وتساعده على تطوير إمكاناته حتى يتمكن من الوصول إلى أهدافه الخاصة.
ويكون ذلك من خلال إيجاد التكامل في بناء شخصية المسترشد من خلال تغيير نظرته عن الحياة والمستقبل. بالإضافة إلى تشجيعه على الحديث عن ذاته بما يعتقد أنه صحيح، مع فهم لمرحلة النمو التي يمر بها، بحيث يتمكن في النهاية من الاعتماد على نفسه.
فالإرشاد الجشتالتي يقوم على النظرة الكلية المتكاملة للشخصية، كما يعمل على إزالة التناقضات عند المسترشد دون اللجوء إلى التنقيب في الماضي فالمرشد النفسي يسأل المسترشد العديد من الأسئلة التي تضطر المسترشد إلى مواجهة ذاته سعيا وراء التكامل. كما يسعي المرشد إلى ربط المسترشد بوقاعه الفعلي ليجعله أكثر واقعية في التعامل مع هذا الواقع. أما العرض النفسي الذي يكون عند المتسرشد فهو من وجهة النظر الجشتالتية ليس إلا نكوصاً على مسالك طفلية سعياً وراء التخلص من مسؤوليات وتبعات الكبار. كما يركز العلاج الجشتالتي على الحاضر ويستخدم السيكودراما في فنياته الارشادية.
ولهذا يكون دور المرشد او المعلاج هو دور المساعد للمسترشد من خلال زيادة وعيه وإدراكه للمشكلة التي يمر بها والتي تحتاج إلى حل. فهذه المرشد يكون في إعادة بناء شخصية المسترشد لتعمل كوحدة متكاملة ومنظمة ويكون ذلك من خلال فهم المسترشد الصحيح للعلاقة القائمة بينه وبين البيئة التي يعيش فيها.
ويمكن للمرشد لتحقيق ذلك استخدام أساليب لعب الدور أو غير ذلك من أساليب توضح للمسترشد النفسي يتحاشى التدخل المباشر لجعل المسترشد يختار ما يرغب فيه بنفسه، ولكن بطريقة لبقة يمكنه المساعدة في الاختيار الحسن للمسترشد، مما يجعل المسترشد يكتشف أن الاعتماد على النفس شيء ضروري وافضل بكثير من الاعتماد على الآخرين، مما يوفر للمسترشد التعزيز من البيئة التي يعيش فيها.
فالمرشد يقوم بدوره مساعدة المسترشد في رفع درجة وعية بما يحيط به من خلال استخدام تفكيره بشكل صحيح واعتماد التجريب للوصول إلى ما يريده من معلومات. إن عمل المرشد يتمثل في ايجاد جو مثير وحافز للمسترشد أكثر من إيجاد الجو الآمن الهادئ له.
ولا يكتفي المرشد بما يتحدث به المسترشد لفظيا فقط، بل يهتم ايضا بما يبديه من تعابير غير لفظية ( مثل تعابير الوجه وحركات اليدين وغير ذلك)، واعتبار ذلك مصدراً مهماً للمعلومات. كما أن المرشد يركز على ما يدور في حياة المسترشد الحالية دون البحث عن الأسباب التي أدت بالمسترشد إلى ما يعانيه. فالمرشد يهتم بكيفية وصول المسترشد إلى ما وصل غليه من حالة؟ بدلاً من سؤاله لماذا سلك هذا المسلك أو ذاك؟
من دبلومة الارشاد الاسرى

مع تحيات د. مها فؤاد (مطورة الفكر الانسانى)
تعرف أكثر عن الدكتورة .مها أحمد فؤاد
http://dr-mahafouad.blogspot.co

m

» فن حل المشكلات للدكتورة مها فؤاد
» لا تكن لطيفا أكثر من اللازم للدكتورة مها فؤاد
» غير تفكيرك تتغير حياتك للدكتورة مها فؤاد